التلفاز.. والتحصيل العلمي لطفلك
لا شك يا سيّدتي أنّكِ منذ بداية العام الدّراسي تودّين أن تبعدي ابنك عن شاشة التلفاز بقدر الإمكان، وذلك حتى يستطيع أن يجد الوقت الكافي لاستذكار دروسه واستيعابها.. ولا شكّ كذلك أنّ اهتمامك بهذا الأمر يتضاعف أثناء فترات الاختبارات على اختلافها، ولذا فقد نقّبنا عن آراء علماء النفس وخُبراء التربيّة في هذا المضمار كي تطّلعي على آرائهم بهذا الصدد..
إنّ عُلماء النّفس يُقدّمون لكِ نصائحهم في هذا المجال، فيقولون لكِ طفلك إذا كان يُشاهد التلفاز بطريقة مُعتدلة فلن يسبب له ذلك أدنى ضرر، بل إنه قد يُساعد في بناء ذهنه، وتوسيع مداركه، ولن يتحقق ذلك إلا إذا استغرقت مُشاهدة التلفاز وقتًا مُحددًا ، أمام برامج ثقافيّة ترفيهيّة تُلائم مرحلته العُمريّة. وفي أحد الأبحاث التي قدّمتها إدارة التعليم بولاية كاليفورنيا الأمريكيّة، والذي يدور حول العلاقة بين مُشاهدة التلفاز وبين التحصيل الأكاديمي للطالب، اتّضح ما يلي:
الأطفال الذين يُشاهدون التلفاز لمدّة تقل عن نصف ساعة يوميًا يحصلون دائما في امتحاناتهم المدرسيّة على درجات أعلى من هؤلاء الذين لا يُشاهدون التلفاز على الإطلاق.
حينما يصل زمن مُشاهدة التلفاز إلى ساعة يوميًا، فليس ثمّة أدنى دليل علمي يؤكّد تأثير ذلك على تحصيل الطفل الدّراسي.
إذا شاهد الطّفل برامج التلفاز لمدّة تزيد عن ساعة واحدة يوميًا، فإنّ تحصيله العلمي يتدهور سريعًا ..وإذا شاهدة لمدة أربع ساعات يوميًا، فإنّ التدهور يحدثُ فجأة ودون سابق إنذار.
ويقول أحد مُديرو التعليم بكاليفورنيا : " لقد اتّضح لنا لنا أنّه كُلّما زادت ساعات مُشاهدة التلفاز انخفضت قُدرة الطفل على التحصيل العلمي، سواء كان ذلك في القراءة أو الرّياضيّات، أو حتى التعبير اللغوي. إنّ الطفل الذي يُشاهد التلفاز لا يفعل شيئا سوى المُشاهدة، وهو في هذه الحالة لا يقرأ، ولا يقوم بتأدية واجباته المدرسيّة، وحتى إن أدّاها فإنّها يؤدّيها بفكرٍ مُنشغل"
ومن هذا المُنطلق، يُجدر بك سيّدتي الحرص على أن لا تزيد فترات جلوس طفلك أمام التلفاز عن ساعة واحدة يوميًا كي لا ينال ذلك من مقدرته على التحصيل الدراسي، ولكن....... أرجو منك عدم إخباره بأنني أنا التي نصحتُكِ بذلك، كي لا يشعر بأدنى كراهية تجاهي!!