تحتاج اكبر وأعفن زهرة
في العالم إلى حراس يعتنون بها،
حيث تعيش
في قلب أدغال جنوب شرق ماليزيا،
خلقها الله لجذب الحشرات
بإعطائها رائحة ولونا
شبيهين باللحم المتعفن.وسميت
هذه الزهرة الغريبة رافليزيا،
تيمنا بالمستعمر
الشهير سير ستامفورد رافلز
الذي اكتشفها في بورنيو العام 1818،
إلا أنها اليوم مهددة بالزوال
من جراء حملات قطع الأشجار
وقطفها لاستعمالها في الطب التقليدي.
وفي إطار خطة ماليزية
يتم تدريب مجموعات
من السكان الأصليين
الذين كانوا
في الماضي يجمعون
براعم هذه الأزهار بكميات كبيرة
على العمل كحراس لها
وكمرشدين للسياح البيئيين.
وقالت لونغ كاداك:
"كنا نقطف هذه البراعم ونبيعها للتجار،
لكننا لم نعد نبيعها لأننا نريد
أن يأتي السياح ليروا أزهارنا،
فهكذا نجني المزيد من المال".
وتعمل لونغ ضمن مجموعة مؤلفة
من نحو عشرة مرشدين
للسياح الذين يأتون لمشاهدة
الأزهار والفراشات والشلالات،
وتضيف لونغ "وحدهم المسنون
كانوا يقطفونها لأنهم يعرفون
أين تنبت، نحن لم نكن نعرف
لأننا لم نكن ندخل قلب الأدغال،
أما اليوم
فبات الشباب يعرفون
أين تنبت هذه الزهور".
وتعتبر زهرة الرافليزيا
من الطفيليات التي تنمو
من دون أوراق ولا جذور
وهي تسمى أيضا
"زهرة الجثث" بسبب رائحتها النتنة
او "باندا النباتات" في إشارة إلى ندرتها.
وتظهر هذه الطفيليات
على شكل كرة صغيرة
ثم تنمو لتصبح أشبه بالملفوفة
وتتفتح لتظهر زهرة مخمسه الأوراق
ضخمة جدا قد يصل قطرها
إلى المتر الواحد.
ولا يمكن رؤية هذه الزهرة
ذات اللون الأحمر أو البرتقالي
أو الأحمر الداكن، بحسب الأجناس،
إلا لأيام قليلة إذ تسود فيما بعد وتهترئ.
ولا تصدر أنواع الرافليزيا
كلها هذه الرائحة الكريهة،
وان حصل ذلك فيكون
في مرحلة معينة من تفتحها.
وتصدر الرافليزيا هذه الرائحة
لجذب الذباب الذي يتجمع
على الجيف عادة والذي يساهم
في عملية تلقيح الزهور أيضا.