عبد الرزاق بن احمدوش
اواسط القرن 12 هجري -18م-
هو الرحالة الطبيب النباتي عبد الرزاق بن محمد بن أحمادوش أو - حميدوش - بن علي الجزائري مولداً و منشأ و موطناً ولد على الأرجح بالعاصمة في شهر رجب سنة 1107هـ/فيفري 1696م كان فقيهاً مالكياً و طبيباً نباتياً برع في الصيدلة و تحضير الأدوية و تثقف أولاً على شيوخ بلده مثل الشيخ أحمد بن عمار صاحب الرحلة ( نحلة اللبيب )و محمد بن ميمون صاحب ( التحفة المرضية ..)و المفتي الشاعر محمد بن علي و غيرهم من أقطاب العلم و الأدب بالجزائر ، و أخذ بتونسعم مثل عالمها و حافظها و مفتيها الشاعر أبي عبد الله محمد زيتونة و اضرابه ، وارتحل إلى المشرق مراراً كما حكي ذلكعن نفسه في كتابه " كشوف الرموز " قال في مادة (باذ الزهر) : و هو من العقاقير المضادة للسموم و لي صنعة فيه اخذتها في مصر سنة ثلاثين و مائة والف عام حججت (1)ثم عاد مرة اخرى الى مصر سنة 1161هـ/1748م و اخذ بها عن الشيخ ابي العباس احمد بن مصطفى بن احمد الصباغ الاسكندري المتوفي سنة 1162هـ /فروى عنهثبته الذي اتمه سنة 1158هـ و هناك وضع كتابه في الطب تعديل المزاج بسبب تكوين قوانين العلاج(2) وله رحلة الى المغرب الاقصى لسان المقال في النبأ عن النسب و الحسب و الال ) ذكر فيهه دخوله الى مدينة تطوان سنة 1156هــ/1743م واجتماعه فيها باعيان علمائها مثل الشيخ احمد الورزازي المتوفي سنة 1179هـ/1765م و الشيخ احمد السرايري المتوفي سنة 1156هـ/1743م وعنه اخذ الفية العراقي في مصطلح الحديث ولقبه بالشيخ العلامة المتفني، قال بأنه لم ير من يحسن قراءة هذه الالفية ، وفهمها مثله ، و اثبت في رحلته هذه نص اجازة السرايري له ، قال و انه حصل كذلك على اذن الشيخ محمد بن عبد السلام بناني في تدريس علم الفلك فأقرأ طلبة تطوان كتاب المقنع و كان له بها تلاميذ ، وذكر انه سافر من تطوان الى مكناس ثم الى فاس ثم عاد بعدها الى تطوان ومن مينائها ( مرتـيــل ) ركب البحر الى بلاده الجزائــــر فنزلبها في اليوم التاسع من صفر 1156هــ/02افريل1743م(3) و في رحلته هذه ذكر انه كان قبل ان يرتحل عن الجزائر موظفاً في منصب ( حضور البخاري ) وهي وظيفة بالمسجديشتغل فيها صاحبها بقراءة صحيح البخاري و روايته للجمهور و يختم الكتاب في رمضان ، وفي هذه المرة اذن لصاحب الترجمة - كما حكى ذلك عن نفسه -بان يعود الى منصبه هذا ، قال وشرعت فيه في شعبان من هذه السنة وحكى عن وصفه تقاليد الجزائر في الاهتمام بشأن صحيح الامام البخاري و مدارسته رواية و دراية الخ...وقال : حضرت درسه دراية على الشيخ الحاج الزروق المفتي المالكي بالجامع الكبير...و ذكره صاحب كتاب طلوع سعد السعود و وصفه بالجاحظ و نسب له كتاباً في التاريخ...
و لا أعرف له من التآليف سوى هذا الجزء المطبوع بالجزائر و هو القسم الرابع من كتابه كشف الرموز و هو معجم شرح فيه اسماء الاعشاب و العقاقير الطبية مع ذكر خواصها و منافعها ، وضعه على اساس ما اطلع عليه من اعمال من سبقه في هذا المجال مثل ابن سينا و ابن البيطار و الانطاكي فلخصها و اضاف اليها المصطلحات التي لم يذكرها غيره و ما عرفت به من اوصافها و اسمائها بالجزائر و هو يحتوي على نحو الف مصطلح ، وترجم هذا الكتاب الى اللغة الفرنسية بقلم لوسيان لوكليرك Lucien le clairque طبع بباريس سنة 1874م،و اما النص العربي فطبع لأول مرة بالجزائر سنة1335هـ/1917م ثم تكرر طبعه بها مرتين على الحجر أو ما اشار اليه اثناء هذا الكتاب من تآليف له آخر في الطب يسمى ( تعديل المزاج،،...) و هذه الرحلة التي توجد منها نسخة بخطه بخزانة الدولة المغربية في رباط الفتح الفها بمناسبة سفره الى الديار المغربية سنة1156هـ 1743م و فيهااشار الى انتاجه العلمي فيما الفه من علم الاسطرلابات و الروزنامة و الارصاد و الاوفاق و البحار و الهيأة و الفلك و الحرب و الطب الخ...ويبدو حسب ما يظهر فيما خصصه لشخصهمن حديثه في الرحلة عن نفسه انه زاول مهنة التجارة و انه كان يغدو و يروح بها ما بين القطرين الشقيقين : الجزائر والمغرب، وكان فيما نشر له بالجزائر سنة 1303 هــ/1885م ثبت جامع لاسماء ولاتها الاتراك من باشاوات و دايات و اغوات الخ...وذكر لي ان له تاليفاً في جر الاثقال و في عمل المدافع و المهارس مطبوع بالمشرق و لم اقف عليه و اما عن تاريخ وفاته فإنه لم يبلغنا عنه شيء؟و يقال انه تجاوز التسعين من معمره فرحمه الله وامطر على ضريحه سحائب الرضوان..javascript:emoticonp('')