لا تاكلي من عسل الشيطان

لا تأكلي من عسل الشيطان

أخيتي الغالية : لو علمت أن عدوك قد وضع لك السم في الدسم , فهل تأكلين؟
ادن فاعلم أن الشيطان- وهو الذي قال عنه سبحانه* إن الشيطان لكم عدو فأتخدوه عدوا*(فاطر:6) يدهن لسان ابن ادم بالعسل ليشعر بحلاوة الغيبة,ويشتهيها,بل ويسعد بها ........ فهل تغتابين؟!
لا أظن دلك ........ولكن الأمر ليس سهلا, لدلك أرجو أن تجدي فيما يلي ما يعنيك على عدم الغيبة ,والله معك.
1-تخيلي لو أن صديقتك سرقت منك 100دينار ألا تنهرينها, فما بالك ي حديث هاتفي وقد سرقت أكثر من 500حسنة!! فادا حاولت محدثتك أن تنال من فلان أو فلانة فامنعيها أو غيري مجرى الحديث حفاظا على الحسنات.
2-لو أن سياسة المصاريف البنكية تقتضي أن تسحبي الأموال من حسابك...وتضعيها في حساب من اغتبتيهم,فما رأيك؟ وان كان الرصيد هو رأس مالك يوم القيامة (الحسنات)فمادا تفعلين؟!
3-إن عرفتك بأن جهازا يسجل عليك كل كلمة تصدر عنك ....تجعلك ممسكة عن الكلام,أو حذرة, متحفظة.....افلا تجعل معرفتك أن ملكين يسجلان عليك مترصدين لكل كلمة...أن تكوني أكثر إمساكا وحذرا , وصمتا؟
4-لو أن ابنك كان يشتم أبناء الجيران والأقارب كلما لعب معهم.......وتكرر نصحك له دون جدوى , إلا تحبسيه وتمنعيه اللعب؟!, فما أشبه اللسان بالطفل, فأطبقي على كل كلمة بشفتيك قبل أن تخرج فتندمي, لقد حبس الله تعالى اللسان بباب الأسنان , وباب الشفتين ,فادا فتح الآخر ,أغلق الثاني .
-تذكري قول ابن مسعود:(أنصت تسلم من قبل أن تندم) فما رأيك أن تظلي تقولين لنفسك كلما شعرت برغبة ي الغيبة:(قبل أن تندمي)....(قبل أن تندمي)؟!.
5-لمادا لا تختصرين الكلام كما تختصرينه في المكالمات الدولية...... وتعملين بأن كل كلمة تسبب في ضياع حسناتك كما هو في ضياع أموالك. فالمفاجأة بفاتورة تليفونك يمكن تداركها وعدم العودة لمثل دلك.....ولكن عندما تفاجئين بضياع حسناتك في صحيفتك يوم القيامة وضياع الجنة,فالحسرة والندامة أبدية . والعياذ بالله .
6- لو أن صنبور الماء انكسر .....فاندفع الماء بقوة,ألا تخافين من أن يغرق البيت؟...فما بالك لو أن الكلام المندفع منك أغرقك في العذاب وأهوال يوم القيامة, فلا حول لم ولا قوة إلا الندم.
7- ادا سافرت إلى بلد بعيد ...وتحملت مشاق عدة أميال بالسيارة وعند الوصول للحدود أعادوا لك الجواز وقالوا لك ليست لديك تأشيرة دخول, ألا تشعرين بالإحباط والحزن؟َ! فما بالك بالحرمان من دول الجنة التي لا عين رأت....ضاعت إلى الأبد بسبب كلمات قيلت في دقائق على الهاتف, او غيره؟!!.
8- ألا تسارعين في ستر عورة إنسان ادا حصل حادث في الطريق....فلا حول ولا قوة في إعانة نفسه. فما بالك لو أحد اغتاب إنسانا أمامك؟! أي كشف عن عيوبه. ألا تحاولين تغطيته؟!.
9- ألا تخافين أن يسخر منك الآخرون لوجود علامة ضربة مؤقتة في عينيك تحاولين أن تخفينها عن أعين الناس, ما بالك لو أن الله ابتلاك ي كلامك أو خلقتك أو في أولادك؟!, فهل تقبلين السخرية؟!.
10- ما رأيك في أن الظالم يأخذ من حسنات المظلوم يوم القيامة, لقاء ما شتمه وانتقده عند الآخرين, حتى يستوفي ما كان للمظلوم من حق عليه حتى يسبقه الظالم بالفضل؟!.
11-ما رأيك لو أكلت من جيفة حمار كلما اغتبت شخصا؟ لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمشي مع أناس فاغتابوا شخصا, فلم يوبخهم صلى الله عليه وسلم, حتى مروا بجيفة حمار ميت, فقال لهم: (( هيا كلوا)), فنظروا إليه بتعجب, وقالوا: ((مادا؟)), فقال لهم:لقد أكلتم مند قليل لحم أخيكم ميتا, وهو أسوأ من أكل هده الجيفةََََ !!.
فما رأيك أن تضعي أعواد تسليك الأسنان بجيبك أو حقيبتك, وكلما اغتبت أحدا قمت بتسليك أسنانك, وكأنك كنت تأكلين, وتذكرين أنك كنت تأكلين لحم أخيك ميتا, أو جيفة حمار......ومع الوقت لا أعتقد- إن شاء الله- انك ستعودين إلى تلك الأكلة!(هده الفكرة ذكرها الداعية عمرو خالد في أحد دروسه ).
أختي:
ان الصادق الصديق الصادق هو من يدافع عن عرض أخيه بظهر الغيب قال صلى الله عليه وسلم: (من دب عن عرض أخيه المسلم كان حقا على الله أن يعتقه من النار).
ما أحرانا أن نتحلى بضبط النفس عن المحرمات –ومنها الغيبة –وأن نتحلى بالمروءة والدفاع عن أصدقائنا, أو كل من نسمع الآخرين يغتابونه.
فان نستطع, فلنترك هدا المجلس الممتلئ بشياطين الإنس والجن, خوفا من أن ينزل غضب الله على جميع الجالسين.
فائدة:
إن من واجب الإنسان أن يضبط نفسه قدر المستطاع, ويقاوم شيطانه ليمتنع عن الغيبة...فان غلب, فلا يجب أن ييأس, بل عليه بمداومة الاستغفار لكل من اغتابه باسمه, وله أن يقول بين سجدتي الصلاة, أو في سجوده مثل(اللهم اغفر لي ولوالدي, ولمن كان له حق علي).
ولكن لا يجب أن يدفعنا هدا الحل إلى أن نغتاب ثم نستغفر, فنحن لا نعلم إن كان العمر سيمهلنا لنستغفر لهم أم لا!!
وأخيرا زهرتي الجميلة:
لا تنسي دعاء كفارة المجلس الذي علمنا إياه الرسول صلى الله عليه وسلم:(سبحانك اللهم وبحمدك, أشهد ألا اله إلا أنت, أستغفرك وأتوب إليك).
فهو يكفر- إن شاء الله –ما صدر رغما عنك من مخالفات في هدا المجلس, أو تلك المحادثة التليفونية.
وجزي الله تعالى خيرا, كل من قرأ هدا الموضوع, وعمل به, ثم نصح به, وأعان على نشره بين الناس.

إن شاء الله ينار إعجابكم

أختكم في الله نبراس الهدى