لعلك مثل كثير من المدخنين لم تفكر قط في الإقلاع أو أنك في أحسن الأحوال لا تريد التوقف في هذه اللحظة . إذا لم تكن لديك رغبة في ترك التدخين ...فلن يستطيع أحد أن يجبرك على هذا. لكن حبنا الشديد لك وحرصنا على سعادتك يدفعنا لدعوتك للوقوف أمام مرآة الحقيقة لتتأمل في هول المخاطر التي تحدثها السيجارة.
أخي الحبيب قبل أن تصل السيجارة إلى فمك وتشعلها ..قف لحظة....قف وأنظر ماذا يحدث ..؟
إنك بذالك تستنشق آلاف المواد التي أبقتها الشركات المصنعة سرية لمدة طويلة حتى تُوقع المزيد من الضحايا في شراك الإدمان فقد أصبح ثابتا أن مادة النيكوتين لا تقل في قدرتها على الإدمان من الهيروين والكوكايين.فلا تكن فريسة سهلة المنال.
أنت تتجه بخطى ثابتة نحو تحصيل الأمراض الخطيرة والمزمنة فالتدخين من أهم مسببات السرطان في عصرنا الحاضر خاصة سرطان الرئة ، الفم ،المرىء ، المعدة ، المثانة ، الأمعاء الغليظة ... وكذا الأمراض الصدرية وأمراض القلب وانسداد الشرايين والسكتة الدماغية والعجز الجنسي وهرم الجلد والصلع ولا يخفى تأثيره على الجنين وهو سببٌ للموت المفاجىء للرضع، فكأنما حكمت على نفسك بالإعدام بعد المعاناة والتعذيب.ألم تقرأ قوله تعالى ( ولا تقتلوا أنفسكم )
إنك تزرع الموت والأمراض من حولك فأصبح من المقطوع به أن التعرض للدخان من غير المدخنين له نفس الأضرار التي تصيب المدخن فأين نحن من قوله (لا ضرر ولا ضرار ) .... أفكرت أن إسمك سيدرج في قائمة الأربع (04 )ملايين الذين يموتون سنويا بسبب التدخين . كما أعلنت ذالك منظمة الصحة العالمية وكل سيجارة تسرق من حياتك دقائق ثمينة لا تعوض
إحذر لقد خطوت الخطوة الأولى نحو إدمان الكحول والمخدرات …فلا تستغرب أن جل مدمني الكحول والمخدرات مروا عن طريق السجارة.
أتريد أن تتخذ الشياطين إخوانا بتبذيرك وحرقك لمالك فاحمل ورقة وقلما واحسبها ستجد أن ما أنفقته يتيح لك ولعائلتك حياة أفضل وثوابا أكبر ( سيارة , سكن،زواج ،صدقات..) وصدق الله تعالى حين قال ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين...)
وانت ايضا تحافظ على تجارة التبغ وتحطم اقتصاد بلدك وأمتك التي أصبحت منهكة. فــ 52 % من مبيعات هذه الشركات التي تبلغ 88 بليون دولار تتم في العالم العربي.
هل مازلت مصمما على التدخين ؟ ....
إذن تذكر أخي المدخن أن كل ما قلناه لا يتعلق إلا بصحتك و مالك و صحبك.. و هذا يهون أمام غضب المولى عز و جل ، فقد اتفق جل علماء الإسلام على حرمة هذه الآفة الخبيثة ألم تقرأ قوله تعالى ( و لا تلقوا بأيديكم إلا التهلكة ) و قوله أيضا ( و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث ) ... ماذا ستقول لرب العباد حين يتحقق فيك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، و عن جسده فيما أبلاه ، و عن ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه،و عن علمه ماذا عمل به) ؟... فأنت لن تجد إجابة عن بلائك لجسدك بيديك، و عن عمرك الذي أضعته عامدا بالمرض ،و عن مالك الذي أنفقته حرقا بالدخان.....
و رغم كل هذا يزعم البعض أن التدخين مكروه فإذا كان كذلك فإن المكروه أقرب للحرام منه للحلال بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن الحلال بين و إن الحرام بين و بينهــــــما أمورمشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه و عرضه و من وقع في الشبهات وقع في الحرام ).. و البعض الآخر لايزال يقلد أصدقاء يسلبونه حياته و مالـه... فبئس الصديق و بئس القرين ....
اعلم أخي الكريم أن كل ما ذكرناه آلمك.... لكنها الحقيقة. لكن بالمقابل أغمض عينيك و تخيل حياة بدون سجائر.... صحتك بدأت تتحسن يوما بعد يوم.. لا سعال...لا رائحة كريهة... لا ألام...لا توتر... مستواك المعيشي يتحسن.... أصبحت تفكر في الرحلات . طعام و كسوة أفضل.... عمرة و صدقات... استشعر الملائكة من حولك بدلاً من شياطين الإنس و الجن، فإن الملائكة تتأذى مما بتأذي منه ابن آدم... دعوات الوالدين تنهمر و فرحة المقربين بادية على وجوههم.. فقد أصبحت قدوة يحتدى به و الأجمل من كل هذا فرحة المولى تعالى بتوبة عبده فتنال الجنة و رضوانه سبحانه و تعالى.
افتح عينيك كن واقعيا في تصوراتك: فالإقلاع ليس بالسهل ولكنه ليس بالمستحيل كذلك فهناك الملايين من المدخنين يقلعون عن التدخين كل عام ... التدخين هو الإدمان بعينيه وأعراض الإقلاع عنه صحية و جيدة و تشير إلى أن الجسم يمر بمرحلة الإصلاح و الشفاء...
إن معظم حالات التقهقر تحدث في الأسابيع الأولى من التوقف فاصبر و تأهب نفسيا للتغلب على هذه الفترة الصعبة و استعن بكل من يستطيع مساعدتك من العائلة و الأهل و الأصدقاء.. و قبل هؤلاء اطرق باب الرحمان و تذلل إليه و ادعوه موقنا بالإجابة ( اللهم أرنا الدخان باطلا و ارزقنا اجتنابه و كرهنّا فيه... )
لا تجعل توقفك فقط خوفا من المرض و الموت ... لكن اجعله حسبة لوجهه تعالى.. .... فمــن ترك شيئا لله أعـانه عليـه.
الاختيار لك: صحة و مال و جنة و رضوان الله و صحبة الملائكة.. أو مرض و رائحة كريهة و عقم أو أطفال مشوهين و أصدقاء من شياطين الجن و الإنس .
( أيها المدخن حكِّم عقلك و اشحذ همتك و قوِّي إرادتك و اطلب العون من الله أن يساعدك للإقلاع عن التدخين و أبدأ من اليوم و ليس غداً ... ابدأ و الله معك لتكسب صحة أوفر و حياة أفضل ) .
ارجو ان تتقبلو الموضوع
رضاؤكم هو هدفي ومصلحتكم غايتي