بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثير ما تمتاز مجالس الكبار -خاصة النسائية منها(إلا ما رحم ربي)- بالغيبة والنميمة والتحدث في الأمور الخاصة...وأصبحت الأم لا تتحرج أن تكون ابنتها الصغيرة ذات الخمس سنوات أو الثماني أو العشر..حاضرة، بل تتحجج بأنها يجب أن تتعلم حتى يكبر عقلها! وليت عقلها يكبر حقا فلا نجد تأثير ذلك إلا في طريقة اللبس والكلام والأمور التافهة...أما تحمل المسؤولية والتصرف كامرأة ناضجة فأبعد ما يكون عنها، ويمكننا مقارنة فتاة العشرين بين الأمس واليوم، ففي الماضي كانت ربما لها أولاد في ذلك العمر ومتحملة لمسؤولية رجل وبيت وأطفال أما اليوم فهمّها الماكياج والموضة والمسلسلات ذات المائتي حلقة...
كذلك نجد أن بعض الأباء يصطحبون أبناءهم معهم إلى المقهى ولا يخفى حال المقاهي..ويصبح منظر السيجارة والشيشة في الافواه عاديا في ذهن الطفل بل ربما يداعبونه بإعطاءه سيجارة!! وتعتاد أذناه على الكلام اللاأخلاقي
فكيف يمكن لهؤلاء الأطفال أن تكون عقولهم نظيفة زد على ذلك ما يتعرضون له من قتل لطفولتهم في التلفاز والشارع...فعلى الأقل يحاول الوالدان إصلاح ما أفسده الشارع وليس تعميق المشكل.
إختفت البراءة المميزة للطفولة من أعين أطفالنا فتجدهم يفهمون أكثر منك بل في بعض الأحيان يعلّمونك ما تجهله!!
أتذكر أنه عندما كانت تأتي صديقات أمي وجاراتها لتمضية بعض الوقت معها كنا نختفي عن أنظارها للعب ولا ترانا إلا بعد أن ينصرفن، كذلك الوالد رحمه الله إذا قدم أصدقاءه فبإشارة من عينيه نفهم أننا يجب إلقاء السلام ثم الإنصراف..وأعتقد أن تربية الأجيال الماضية في الأغلب كانت بهذه الطريقة
ولا يعني ذلك أن نفصل بين عالم الكبار والصغار بل بالعكس على الأم والأب أن تكون لهم مع ابناءهم مجالس وحوار ونقاشات وأن يأخذوا أراءهم في شؤون العائلة ولو بصفة رمزية، ولكن أن يكون الإختلاط مع الكبار فيه مضرة لعقول الصغار فهذا هو الغير مقبول.
ويمكن للوالدان أن يعلما ابناءهم كل ما يريدون ولكن بطريقة حضارية تتماشى مع أعمارهم وبأساليب لا تؤثر على تربيتهم وأخلاقهم
أما إذا كانت المجالس مجالس ذكر وعلم فهذا مما يفيد الطفل ويكسبه ثقة في النفس أنه يُعامل مثل الكبار وفي نفس الوقت ينمي عقله وروحه بما يسمعه من قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.