دخل أبو الطيب المتنبي على الأمير ابن الفرات وعنده علماء فيهم أبو علي الآمدي اللغوي
فاحتفى الأمير بالمتنبي وقال له: يا أبا الطيب, هذا أبو علي الآمدي فقال المتنبي: لا اعرفه
فأزعج الآمدي ذلك. ثم أنشد المتنبي من شعره قوله:
إنما التهنئات للأكفاء === و لمن يدني من البعداء
فقال الآمدي : كيف جمعت التهنئة وهي مصدر و المصادر لا تجمع ? ! فقال المتنبي
هذا الآمدي الأستاذ تقول مثل هذا ألا يقول المصلي التحيات لله وهي مثل التهنئات
فخجل الآمدي وسكت .
***********
سأل رجل عمر بن قيس عن الحصاة يجدها الإنسان في ثوبه، أوفي خفه، أوفي جبهته
من حصى المسجد؛ فقال: ارم بها؛ قال الرجل: زعموا أنها تصيح حتى ترد إلى المسجد
فقال: دعها تصيح حتى ينشق حلقها؛ فقال الرجل: سبحان الله! ولها حلق؟
قال بن قيس : فمن أين تصيح ؟
**********
كانت للأعمش زوجة من أجمل نساء الكوفة، فجرى بينهما كلام، وكان الأعمش
قبيح المنظر، فجاءه رجل يُقال له أبوالبلاد يطلب الحديث منه، فقال له: إن امرأتي
نشزت عليَّ، فادخل عليها وأخبرها بمكاني من الناس؛ فدخل عليها،
وقال: إن الله تبارك وتعالى قد أحسن قسمتك، هذا شيخنا وسيدنا، وعنه نأخذ
أصل ديننا، وحلالنا وحرامنا، فلا يغرنك عموشة عينيه، ولا خموشة ساقيه؛
فغضب الأعمش، وقال له: يا خبيث، أعمى الله قلبك، قد أخبرتها بعيوبي؛ ثم أخرجه من بيته.
**********
ومرة أراد إبراهيم النخعي أن يماشيه والنخعي اعور، فقال له الأعمش:
إن رآنا الناس معاً قالوا: أعور وأعمش؛ فقال النخعي: وما عليك أن
يأثموا ونؤجر؟! فقال له الأعمش: وما عليك أن يسلموا ونسلم؟
**********
وجلس يوماً في موضع فيه خليج من ماء المطر، وعليه فروة خَلِقة،
فجاءه رجل وقال: قم عدني هذا الخليج، وجذب بيده، فأقامه وركبه
،وقال: "سبحان الله سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين
فمضى به الأعمش حتى توسط الخليج، ورمى به
وقال: "وقل رب أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين"، ثم خرج وتركه يتخبط
**********
جاء رجل إلى الأعمش يطلبه فقيل له: خرج مع امرأة إلى المسجد؛ فجاءه
ووجدهما في الطريق، فقال: أيكما الأعمش؟ فقال الأعمش: هذه؛ وأشار إلى المرأة
**********
ـ عاده أقوام في مرضه، فأطالوا الجلوس عنده، فأخذ وسادته وقام
ثم قال: شفى الله مريضكم فانصرفوا.
**********
قصيدة من الطرائف
أيا ذا الفضائل واللام حـــاء === ويا ذا المكارم والميــم هـــاء
ويا أنجب الناس والباء سين === ويا ذا الصيانة والصاد خاء
ويا أكتب الناس والتــاء ذال === ويا أعلـم الناس والعيـن ظاء
تجود على الكل والـدال راء === فأنت السخـى ويتلــــــوه فاء