غالبا ما يتعرض كل شخص الى موقف او مواقف تحتاج سرعه في الرد ودقه في تحديد الصواب والخطاء وأدراك النتائج لما سوف يقوم به , طبعا , هذه الامور تحدث خلال لحظات , وممكن ان يتغير المستقبل في مثل هذه اللحظات.
ومثال ذلك :
((في امتحان الفيزياء جاء أحد أسئلة الامتحان كالتالي:
- كيف تحدد ارتفاع ناطحة السحاب باستخدام البارومتر (جهاز لقياس الضغط الجوي؟
(الإجابة الصحيحة: بقياس الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض وعلى سطح ناطحة السحاب).
إحدى الإجابات استفزت أستاذ المادة وجعلته يقرر رسوب الطالب دون قراءة إجاباته عن الأسئلة الأُخر ، وكانت إجابة الطالب هي:
أربط الباروميتر بحبل طويل وأدلي الحبل من أعلى ناطحة السحاب حتى يمس الباروميتر لأرض ، ثم أقيس طول الحبل.
غضب أستاذ المادة لأن الطالب قاس له ارتفاع الناطحة بأسلوب بدائي ليس له علاقة بالباروميتر أو بالفيزياء!
تظلم الطالب مؤكداً أن إجابته صحيحة 100% ، وحسب لائحة الجامعة عين خبير للبت في القضية ، فأفاد تقرير الخبير بأن إجابة الطالب صحيحة لكنها لا تدل على معرفته بمادة الفيزياء ، وتقرر إعطاء الطالب فرصة أخرى لإثبات معرفته العلمية بالمادة فطرح عليه الخبير نفس السؤال شفهياً ، فكر الطالب قليلاً وقال:
"لدي إجابات كثيرة ولا أدري أيها أختار" فقال الخبير "هات كل ما عندك" فأجاب الطالب:
1-يمكن إلقاء الباروميتر من أعلى ناطحة السحاب على الأرض، ويقاس الزمن الذي يستغرقه الباروميتر حتى يصل إلى الأرض، وبالتالي يمكن حساب ارتفاع الناطحة باستخدام قوانين الجاذبية الأرضية.
2-إذا كانت الشمس مشرقة، يمكن قياس طول ظل الباروميتر وطول ظل ناطحة السحاب، فنعرف ارتفاع الناطحة من قانون التناسب بين الطولين وبين الظلين.
3-إذا أردنا حلاً سريعاً يريح عقولنا ، فإن أفضل طريقة لقياس ارتفاع الناطحة باستخدام الباروميتر هي أن نقول لحارس الناطحة: "سأعطيك هذا الباروميتر الجديد هدية إذا قلت لي كم يبلغ ارتفاع هذه الناطحة".
4-أما إذا أردنا تعقيد الأمور فسنحسب ارتفاع الناطحة بواسطة الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض وأعلى ناطحة السحاب باستخدام الباروميتر.
كان الخبير ينتظر الإجابة الرابعة التي تدل على فهم الطالب لمادة الفيزياء، بينما كان الطالب يعتقد أن الإجابة الرابعة هي أسوأ الإجابات وأكثرها تعقيداً.
بقي أن نقول أن أسم الطالب هو (نيلز بور) الذي حاز فيما بعد على جائزة نوبل في الفيزياء.))
ابسط مثال لتوضيح كيفية التعامل مع مثل هذه اللحظات هو :
افترض بأنك تقود سيارة بسرعه عالية , وعلى مسافة ليست بعيدة رأيت أن طفل بجانب
الطريق ,الان انت في هذه اللحظه لا تعلم اذا كان الطفل يريد ان ينتقل الى الجانب الاخر من الطريق
وانت مستمر على نفس سرعتك , والطفل بدء يقطع الطريق , فماذا سوف يحدث ؟
أن عملية اتخاذ القرار في مثل هذه اللحظات والتي لا تجد غالبا احدا معك ويكون متوجب
عليك ان تعطي القرار وتطبقه وحدك وتكون مسؤول عنه من اهم مميزات الانسان الناجح والانسان
الغير متقن او الغير معتاد على أن يتخذ هو القرار بتالي هو محتاج دائما الى احد ما ليتخذ عنه قراراته . هذا هو المضون العام لمفهوم الاختلافات الفكرية التعاملية الانية.
ومن الواقع الملموس هنالك دلائل تعرف من خلالها ان هذا الشخص , هل هو حقيقي او مجرد اوهام وكلام يردده ؟
ومن واقع الدراسة, تجد ان هنالك طلاب متفوقون في الواجبات , لكن عند دخولهم الى الامتحانات
النهائيه يتوضح أنهم كانوا يعتمدوا على اشخاص اخرين , وللاسف في الامتحان يكون هو وحده الذي يجيب على الاسئلة , وهي لحظات مهمه تحدد نجاحك او رسوبك في الامتحان.
والغريب في هذا الموضوع ان الشخص لا يعلم ان وضع في مثل هذه المواقف ماذا سوف يقرر ,
طبعا ( لا اقصد قيادة السيارة او الدخول للامتحان فقط ) , وكل واحد منا اذا توجه له سؤال , اذا
حدث معك كذا وكذا ماذا سوف تقرر ؟
في هذه اللحظة (يمكن ان تجيب بأي جواب ,لكن اقوى جواب هو الذي يكون:
" لا اعلم او لا ادري أو لا اعرف " .
ان اهم سمة يجب ان تتوفر للبلوغ هذه المقدرة الفريدة والمميزة بين الناس , هي صفة الصدق ,
حيث ان الصادق تجده يبتعد عن المواقف التي يكون فيها احتمال أن ينطق بالكذب ... هذا اسمى
موقف وأعظم قرار حيث أن من ينطبق عليه صفة الصدق تعتبر كل لحظات حياتة حاسمه .
كل واجد منا يتعرض الى مواقف محرجة تجعل الواحد يعيش لحظات قد تكون مفرحه او محزنه
او تدفعه للغضب وغيرها من المشاعر ، المهم انها تحتاج سرعة في التعامل واتخاذ القرار
ومن الممكن ان يغير القرار في احدى تلك المواقف بشكل عكسي لكل واحد منها , فمثالا
الفرحة ينقلب الى حزن, والحزن ينقلب الى فرح ،و هذا تابع لمدى صحّة القرار في تلك
اللحظة.
طبعا ان الذي يمكن من جعل هذه الامور مسيطر عليها هو النية السليمة , والنية السليمة
تعرف او يكون معلن عن وجودها بأي شخص من خلال صدقه في العمل واللسان.
اذن يجب توفر النية السليمة اولا حتى يكون الانسان قادر على اكتساب صفة الصدق والتي
يكون الشخص قادر على التعامل مع اي لحظة حاسمه