يعجبني....ولا يعجبني..!!!
يعجبني أن دولة مثل الهند سكانها
أكثر من مليار نسمة، وكيانها مؤلف من اكثر من 400 لغة وقومية، كلها تآلفت
وتوحدت في نظام ديموقراطي أبهر العالم بصدقه ونزاهته. وكيف أصبحت هذه
الدوله ذات اكتفاء ذاتي، لا تستورد شيئا من الخارج...وكيف دخلت عالم
التكنولوجيا من أوسع أبوابه.
لا يعجبني أن أرى الوطن العربي
الشاسع والذي يضم قومية رئيسية واحدة ـ باستثناءات قليلة ـ مجزأ ومفكك
وأبعد ما يكون عن الديموقراطية الحقيقية، وكيف أننا لم نفلح في انتاج أو
إختراع أي شيء ، وقد فشلنا في دخول أو إدخال التكنولوجيا إلى أوطاننا
وشعوبنا.
********************
يعجبني كيف يستطيع أي إنسان في
معظم دول العالم ـ باستثاء بلادنا ـ أن يعبر عن رأيه بالكلام أو الكتابة بدون أي
خوف أو تهديد... الحرية هناك للجميع تحت شعار " تكلم واكتب ما تشاء "
لا يعجبني كيف أن الإنسان العربي
جبل ـ بضم الجيم ـ على الخوف والقلق يخشى من كل شيء حوله، حتى همس
الكلام يخشاه تحت شعار إنتبه..!! " للحيطان آذان."
*********************
يعجبني أولئك الأبطال والجنود
المجهولين الذين يعملون بصمت وإخلاص، لا يريدون جزاء ولا شكورا...كل
أعمالهم خالصة لوجهه الكريم.
لا يعجبني أولئك الذين يملأون الدنيا
ضجيجا ببياناتهم وتصريحاتهم يبتغون مرضاة رؤسائهم ومسؤوليهم مقابل
منفعة مادية أو دنيوية، يرجون الدنيا وينسون الآخرة...كما لا يعجبني أولئك
المتبجحون الذين ينادون بشتى الشعارات المزيفة تحت شعار حب الوطن
وأعمالهم تنقض ذلك.
********************
يعجبني أولئك المصلون الخاشعون
الذين يرتادون بيوت الله بصمت وأدب، يرجون رضى الله وحسن الثواب.
ويخرجون بعد الصلاة وقلوبهم عامرة بذكر الله.
لا يعجبني أولئك المنافقون الذين
يدعون بمناسبة أو بدون مناسبة بأنهم أدوا صلاة .... يوم كذا.. في المكان كذا..
أو مع الفلان كذا.. ـ خاصة إذا كان هذا الفلان من عالية القوم ـ حبا في
الظهور والإيحاء للسامعين بأنهم أ صحاب تقوى ودين... لا حول ولا قوة إلا بالله .
********************
يعجبني ذلك الإنسان الذي إذا تكلم
لا يتكلم إلا بالخير، وإذا قابلك سبقك بتحية الإسلام، وإذا تحدث إليك تمنيت لو
طال حديثه لما فيه من أدب الحديث وصدق الكلام.
لا يعجبني ذلك الإنسان الذي إذا حييته
بتحية الإسلام، رد عليك بتحية مستوردة معتقدا أن في ذلك نوعا من الأنفتاح
والتحضر، وإذا حدثك تتمنى أن يقصر ذلك الحديث حتى لا تكسب سيئآت أنت
بغنى عنها.
********************
يعجبني أولئك الرؤساء
والمسؤولين الذين يتسابقون لنجدة ومواساة مواطنيهم إذا ما حلت مصيبة أو كارثة في
أوطانهم أو بلدانهم، يشرفون بأنفسهم على عمليات الأنقاذ ويتحملون المسؤولية
الكاملة، مما يكون له الأثر الطيب على نفسية ومعنويات أولئك المنكوبين.
لا يعجبني أن أرى أهلنا وشعبنا
الصابر في رفح وخان يونس وغزة، تدمر منازلهم وتجرف أشجارهم ومزارعهم
وقد فقدوا كل شيء ـ إلا كبريائهم وشرفهم وايمانهم ـ ولم يجدوا أحدا يقف بجانبهم ويمد
لهم يد العون والمساعدة من مسؤوليهم أو إخوانهم العرب والمسلمين...أين
واعرباه ..؟؟ أين واإسلاماه..؟؟
لكم الله يا أهل فلسطين...إنكم على حق والله ناصركم بإذن الله.
----------------------------------------------
للحديث تتمة ان شاء الله وفي وصلات أخرى