بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
خاض الشعب الجزائري ثورة مباركة ضد الإستعمار الفرنسي انطلقت شرارتها الأولى في الفاتح من نوفمبر 1954 في ربوع الجزائر الشامخة ، و ذلك بعد فشل الكفاح السياسي ، الذي قوبل بتعنت فرنسا و تجاهلها لحقوق الشعب الجزائري في الحرية و الإستقلال.
سخرت فرنسا الظالمة أساطيلها و جيوشها الجرارة المدججة بالأسلحة الفتاكة - حتى المحرمة منها - لإبادة الشعب الجزائري معتمدة سياسة الأرض المحروقة ناهيك عن محاولاتها الفاشلة لطمس الشخصية الجزائرية العربية المسلمة و ادماجها في المجتمع الفرنسي.
دحر المجاهدون الأشاوش جيوش فرنسا و مخططاتها المدمرة بإيمانهم الراسخ و عزمهم على تحرير الجزائر ، و قد حققوا ذلك بعد تضحيات جسام بالنفس و النفيس بلغت أزيد من مليون و نصف المليون من الشهداء الأبرار من خيرة أبناء الجزائر الباسلة.
تعود ذكرى ثورة نوفمبر المجيدة لتذكرنا بأمجادنا و بطولات أسلافنا الكرام و حرصهم الراسخ على قيم الجزائر و صيانة اسلامها و عروبتها .
قال العلامة عبد الحميد ابن باديس رائد النهضة الفكرية بالجزائر :
شعب الجزائر مسلم *.* و إلى العروية ينتسب
من قال حاد عن أصله *.* أو قال مات فقد كذب
أو رام ادمـــاجــــا له *.* رام المحال من الطلب
يا نشء أنت رجاؤنــا *.* وبك الصباح قد اقترب
خذ للحياة سلاحهـا *.* و خض الخطوب و لا تهب
إن مسؤولية الخلف اليوم تكمن بالدرجة الأولى في بناء جزائر العزة و الكرامة ، سلاحه هو العلم و العمل لمواجهة تحديات العصر و كسب رهانات التنمية الشاملة و المستدامة.