همس وتناهيد .ιlι.المـــدير العــــام.ιlι.
دولتي : عدد المساهمات : 1046 نقاطي : 3392 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 09/03/2012 العمر : 32 الموقع : www. ..........
| موضوع: كن نفسك لا غيرك السبت مارس 17, 2012 6:16 pm | |
| كن نفسك لا غيرك
( مقال ) كلكم يذكر قصة الغراب الذي حاول أن يقلد العصفور وكان محل استهزاء جماعته من الغربان ، فلم يعرهم أي اهتمام وبدأ في تنفيذ هدفه وهو التحويل إلى عصفور ، يغرد كما يغرد ذاك الطير الصغير ، ويكون محبوباً مألوفاً مثله .. والنهاية بالطبع كما تذكرون ، أنه لم يحقق هدفه ، بل الأسوأ أنه لم يعد غراباً بعد أن تخلص من ريشه الأسود ، فلا عاد بعد ذلك غراباً ولا صار عصفوراً !! هذه مقدمة صغيرة للتذكير بأهمية أن يكون المرء منا هو نفسه الذي بين جنبيه . أي لا يحاول أحدنا تقليد غيره أو تقمص أدوار الآخرين ، للتخلص من شخصيته ومن ثم الظهور بمظهر شخص آخر عند الناس .. إنك إن فعلت انكشفت فلا تكن مثل الغراب أبداً . لا تحاول تغيير طبيعتك الخيّرة مثلا ً وتتحول إلى شرير أو غير محب للخير والناس ، إن كنت في الأصل مجبولاً على حب الخير ومعاملة الناس بالإحسان ، حتى لو وجدت أن ذلك أمراً يراه كثيرون اليوم انه دليل ضعف وذلة ، أو سذاجة وحماقة ، وما يترتب على ذلك في الكثير من المعاملات والتعاملات في حياتنا اليومية .. إنك بذلك الفعل أو التفكير ، تنهج منهج الغراب ، فلا يمكنك بعد حين من الدهر قصير ، أن تكون قاسياً ظالماً يهابك الناس ويتحاشونك ، أو كما تخطط له ، ولا ترجع أيضاً إلى طبيعتك السمحة والمحبة للخير .. فتكون النتيجة هي أن تتحول إلى كتلة متحركة من اللاشخصية ، لا يعرفك الناس إن كنت شريراً ظالماً أم طيباً خيّراً ، فتكون النتيجة الأخيرة وبالضرورة ، أن يتحاشاك الناس ، ليست لشرورك أو لظلمك ، بل لاعتقاد يكون قد سرى في نفوسهم أنك إلى الجنون أو اللاوعي تتجه . فتكون أنت بالتالي إلى الرثاء أو العطف أقرب !! كن أنت كما خلقك ربي . إن كنت إلى صف الخير والإحسان والطيبة والأخلاق الفاضلة ، فاحمد ربك وسر في ذلك الصف وادعمه بكل ما هو جميل ، وإن كنت عكس ذلك ، فحاول هنا أن تدرس نفسك وتتخلص مما فيك مما لا يحبذه الناس عموماً ويكرهونه ، ولا تقل في هذا المقام بأنك ستكون مثل الغراب ، لا . الأمر مختلف تماماً ها هنا . إذ الأصل في الإنسان هو حب الخير ومحبة أهله ، وكراهية الظلم والشر وأهلهما ، وحين تبدأ في سلوك مسلك أهل الطيبة والصلاح ، كجزء من عملية التقليد ، سيكون هذا التقليد ها هنا محموداً مطلوباً . وخلاصة القول أن تدع نفسك على سجيتها وطبيعتها . ستجدها طيبة خيّرة ، فيما الإنحراف عن الأصل سببه التأثر بما حولك ، و قبولك لتلك المؤثرات أن تعمل عملها فيك وأنت ساكن لا تتحرك .. راجع نفسك وانظر .. هل أنت أنت ، أم أنت ذاك ؟ الإجابة عندك وأنت أدرى الناس بنفسك .. | |
|