بسم الله الرحمن الرحيم
كيـف تكون الأحوال بعـد ذلك ؟..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
بعد خط النهاية هناك بدية .. بأهلية مغايرة للغاية .. هناك برزخ ليست فيه تلك المفاضلات التي كانت في عالم المسميات .. الجنسيات والهويات هناك مفقودة .. والأوطان هي تلك التي فقط منها ( لا تملك نفس بأي أرض تموت ) .. والمرقد حيث يكون بالمشيئة المقدرة هنا أو هناك .. ومسميات الدنيا وخرائطها في الآخرة غير مجدية .. وعوالم الزرع والضرع والفاقة والراحة والساحة كلها تنتهي عند اللحظة .. وكل الذي يجري فوق الأرض أمور لا تعني شيئاً ولا تهم إطلاقاً .. انتصر عدو أو انهزم .. أحداث الدنيا والحياة لا تحزن ولا تفرح .. لأنها مقطوعة الصلة بالممات .. وهي لا تجلب الانتباه ولا تفيد في المحصلات .. وهناك فقط محصلة ابتلاء وامتحان حيث المقاعد تشير إما إلى جنة هي غالية المنال .. وإما أن إلى جهنم وبئس القرار .. فسعيد يترقب ويستعجل الساعة .. وشقي في عزاب مقيم ثم يطلب من الله أن يؤجل قيام الساعة حتى لا يكون في العزاب الأشد .. والحسرة والندامة على تفريط في عبادة كانت متاحة .. والبكاء على مراحل شباب وصحة وعافية كانت تستوجب تسخيرها في طاعة الله .. ولكنها سخرت في غير ذلك .. والخيبة والأسف على أموال اقترفوها ثم بذلوها إما في معصية أو في نزوة غير نافعة .. وأضاعوا حقها في الزكاة .. وأوقات فراغ أضاعوها في لهو ولعب ثم تقاعسوا عن صلاة وعبادة .. واليوم هـو في دار حساب بغير عمـل وقد علم علم اليقين .. وكان بالأمس في دار عمـل بغير حسـاب وقد جاءه النذير .. فيا حسرة على تسبيحه كانت متاحة ثم لم تكن .. ويا حسرة على سجدة كانت تعين عند المحك ولم تكن .. فإذن تلك المرحلة ما بعد النهاية حقيقة صعبة يستهونها البعض تحت ستار الغفلة .. وهناك من يعلم عواقبها فيجتهد في الطاعات حتى ينال درجة الرضا من الله ثم يستعجل قيام الساعة . فنسأل الله العلي القدير أن يتغمدنا برحمته ويدخلنا في زمرة عباده الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . ( آمين يا رب العالمين ) .
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد