1 - مقدمة
بعد تزايد العمليات العسكرية لوحدات جيش التحرير ، وتزويد المجاهدين بالسلاح عن طريق الحدود الغربية و الشرقية ، و بهدف عزل الثورة عن تونس و المغرب سعت فرنسا إلى غلق الحدود ببناء خطين مكهربين من الأسلاك الشائكة يمثلان حاجزا على الحدود الغربية والشرقية للجزائر لمنع دخول المجاهدين من المغرب و تونس ، و تعود فكرة بناء الخطوط المكهربة إلى الجنرال الفرنسي فانكسام VANUXEM الذي أراد تطبيق فكرة إنشاء خطين مكهربين عرفا باسم خطي موريس و شال وطبقت في بنائهما تقنيات عالية.
2- خط موريس
سمي باسم آندري موريس وزير الدفاع في حكومة بورجيس مونروي وعرض المشروع على البرلمان الفرنسي و صادق عليه ، و يهدف الخط المكهرب إلى عزل الثورة عن تونس شرقا وعن المغرب غربا ، انطلقت به الأشغال في أوت 1956 ،ويمتد الخط شرقا على مسافة 750 كلم من عنابة شمالا إلى نقرين جنوبا وعرضه من 30 م إلى 60 م وغربا على نفس المسافة (750 كلم) ويمتد من الغزوات شمالا إلى بشار جنوبا
3- خط شال
سمي باسم قائد القوات الفرنسية آنذاك شارل موريس وأقيم بالجبهة الشرقية من الوطن خلف خط موريس لتدعيمه ومساعدته في منع مرور المجاهدين ، وبني بنفس تقنيات الخط الأول وأخذ مساره بالتوازي معه أيضا من الشمال إلى الجنوب وكانت بداية الأشغال به مع نهاية سنة 1958.
4- تقنيات بناء الخطين
إعتمدت السلطات الفرنسية على أساليب جهنمية في تقنيات بناء خطي شال وموريس وتزويدهما بكل وسائل الفتك بالأشخاص من ضغط كهربائي عالي (30 ألف فولط في خط شال) وألغام مختلفة الأنواع وتشكل الخطان من مجموعة من الشبكات المتوازية من الخطوط الكهربائية والأسلاك الشائكة المختلفة الأشكال و القياسات.
5- استراتيجية الثورة في مواجهة الخطين
إن إستراتيجية الثورة في مواجهة خطي شال و موريس قد اعتمدت التدرج في المواجهة ، اعتبارا لكون المشروع لم يتم معرفة أهدافه العسكرية الحقيقية إلا بعد بداية الإنجاز الفعلي ،وشملت استراتيجية جيش التحرير الوطني المجال الإعلامي و العسكري ، وقد أثر هذان الخطان في البداية على نشاط وحدات الجيش المتنقلة على الحدود الشرقية و الغربية إلى غاية التمكن من إيجاد الاستراتيجية الفعالة للتقليل من خطر الأسلاك المكهربة .