اجعل لحياتك معنى
وارسم حلمك الجميل على لوحتها
رحلة تحقيق حلمك
موضوع من اروع ما يكون
بقلم الاستاذ أحمد أبو عبد الله
مؤسس ورئيس مجلس ادارة مؤسسة المحبة-الجزائر
تكمن بركة حياتك – عزيزي القارئ - في إدراك معناها وفهم مغزاها ولن تفهم معنًا لحياتك حتى تتخذ لك حلما نبيلا تسعى لتحقيقه وتهفو لتجسيده فتضيف لمسة جمالية إلى لوحة الحياة الرائعة وتتركها بصمة فنية باقية في عقبك.
إن وجود الحلم بحياتك يعني وجود الأمل والمتعة والإثارة والتعلم المستديم والفضول والتحدي والولع........... إن وجوده يعني الانهماك في التجربة والاستغراق فيها وتكرار التجارب بشغف والتعلم منها.
إن حياتك هدية ثمينة من الله تعالى وأثمن ما فيها حلم جميل يعبر عنها ويستغرقها تكتشفه استشعارا وتصورا ثم تجسده واقعا وحقيقة وأنت تقول: (وعجلت إليك ربي لترضى).
وهذه ثلاث خطوات جبارة تعينك على تحويل الحلم إلى حقيقة:
الخطوة الأولى:- تحرير أحلامك المكبوتة.
يمكنك أن تضع نفسك في حالة استرخاء وتجلس بهدوء في مكان لا يزعجك فيه أحد لمد 20دقيقة ثم تأخذ ورقة وقلما وتكتب كل الأحلام التي تريد تحقيقها أكتب دون قيود أو حدود وحرر أحلامك من الكبت لا تدع حلما في أعماقك إلا وأخرجته للسطح وحتى أحلام الطفولة حررها هي الأخرى أترك العنان لقلمك تصرف كقائد محرر لمخلوقات مسجونة ظلما ومحبوسة قهرا ليس عليك إن كانت واقعية أو خيالية سننظر في ذلك فيما بعد المهم الآن هو تحريرها ومفتاح السرّ في الكتابة أن لا يتوقف قلمك عن البوح دعه يتحرك فسرعان ما يجود لك ويفاجئك بأحلام ما كانت تخطر لك على بال.
ويمكنك الآن أن تنظر فيها بتأمل وتنتقي أهمها ثم رتبها حسب الأولوية ثم انظر إلى الحلم الأكبر الذي يمكنه أن يضم بقية الأحلام في طياته. وتهيأ للخطوة الثانية.
ملاحظة: التمرين في غاية المتعة جربه وسترى بنفسك كيف تفقد إحساسك بالزمان والمكان في متعة روحية هائلة وكيف تجود عليك هذه الجلسة ببركات جمة لم تخطر لك على بال.
الخطوة الثانية: تطبيق إستراتيجية والت ديزني للإبداع: (الحالم,الناقد,الواقعي).
وهي إستراتيجية تمنحك رؤية أوضح وتأثيرا أقوى لتحويل الحلم إلى حقيقة و بفضلها استطاع ديزني أن يبني مدينته العالمية للألعاب. وقد جاء بعده رواد البرمجة اللغوية العصبية وعلى رأسهم روبرت ديلتز فطوروا فيها إلى النحو الذي نتدرب عليه في دوراتنا. وتطبيق الاستراتيجية كتمرين تعطيه بعدا عمليا قويا لتحويل الحلم إلى حقيقة وترجمة الفكرة إلى واقع
شرح التقنية: وهي خطوة عملية للغاية ويمكنك أن تضع أمامك ثلاث كراسي وتلعب على كل كرسي دورا حيويا مختلفا وتبدأ بدور الحالم.
الجلوس على كرسي الحالم:
اجلس على كرسي الحالم واترك المجال لقوة خيالك إلى أبعد حدود الخيال عش حلمك وتصوراتك وأنت تحقق الحلم في مرضاة الله وأنت تجسده خطوة خطوة على خط مستقبلك المشرق فكر في ما تريد وكيف تصل إليه اجعل كل خيالك حول هذا تخيل الأساليب التي اتبعتها والعقبات وكيف تجاوزتها تخيل الاستراتيجيات والمصادر والتقنيات تخيل نفسك وأنت تبتكر وتبدع أساليب تيسر لك الوصول إلى هدفك اجعل صورك الذهنية في غاية الدقة والوضوح اجعلها حية ومتحركة ومشرقة انظر إلى نفسك وأنت تجسد حلمك انظر حولك ماذا ترى ماذا تسمع ماذا تحس كيف تجد مذاقات النجاح وروائحه؟
وتذكر "أن الخيال الجيد لا يهرب من الواقع ولكنه يخلقه".
وهذه مرحلة:( بهجة وتصورات داخلية وخيال مبدع)
الجلوس على كرسي "الواقعي":
اجلس على كرسي "الواقعي" واسأل نفسك هل أنا أريد فعلا هذا الحلم بكل كياني؟هل هو ممكن التحقيق؟ ماذا يفيدني هذا الحلم لو حققته على المستوى الروحي وعلى المستوى الشخصي وعلى المستوى الاجتماعي وبقية المستويات؟ انظر الآن في تفاصيله و اسأل نفسك هل هي واقعية؟ اربطها بالواقع أكثر..........
وهذه مرحلة:(الاهتمام بالتفاصيل والتدقيق في الأمور وصلة الحلم بالواقع)
الجلوس على كرسي "الناقد":
اجلس على كرسي "الناقد" وأعط للمنطق كل سلطته وابدأ في التدقيق في جوانب الحلم المختلفة وتقييمها ونقدها وهل هو حلم يستحق جهده وتكلفته أم لا؟ قس عائده المادي والأدبي و....احسبها بدقة سلط الضوء على الخطوات والمراحل والمصادر والإمكانات والعوائق....... أنفذ إلى جوهر الأمر ومحصه.
وهي مرحلة:(تسليط الضوء على التفاصيل من أجل النقد والتنقيح والتعديل) وقد تكون هذه المرحلة مفسدة للبهجة لكنها ضرورية جدا.
فائدة إستراتيجية ديزني:
إن الأدوار الثلاثة تمثل زوايا مختلفة للنظرة حتى تلتقط الصورة كاملة قبل أن تصدر حكما أو تتخذ قرارا لأن في حياتنا اليومية للأسف الشديد كثيرا ما نصدر الأحكام الناقدة قبل أن نعطي أنفسنا فرصة لتصور الأمر وموازنته بالواقع ورحم الله علماءنا عندما أصلوا لنا قاعدة(الحكم على الشيء فرع هن تصوره).
وأنت – عزيزي القارئ – بعد أن تطبق التقنية بمراحلها الثلاث سيكون لديك معلومات قوية وأفكار قيمة وتصورات واضحة حول حلمك – أمنية عمرك- إنها الانطلاقة القوية نحو تحقيق الحلم.
أين يمكن أن تطبق هذه الاستراتيجية؟
يمكن تطبيقها في الحالات التالية:
عندما تتولد عنك فكرة جديدة تريد تجسيدها.
إذا أردت تحفيز إبداعك الشخصي وزيادة الدافعية لديك
إذا أردت تحريك إبداعات فريق عملك (ممكن تطلب من كل واحد منهم أن يقوم بدور ثم يتبادلوا الأدوار..)
عندما تريد أن تعرف إمكانية وكيفية تجسيد فكرة ما مشروع.
إذا أردت إيجاد خيارات أخرى لتضيفها إلى ما هو متاح الآن.
الخطوة الثالثة: تنمية حلمك وتغذيته
يعبر الحلم عن حاجة نفسية عميقة ولذلك يأتيك في المنام إنه يبحث عن النور يريد أن يخرج ويتجسد في الواقع, وفي دراسة قام بها فريق من العلماء(علماء الأعصاب) مع عينة من الشباب ووفروا لهم كل أسباب الترفيه والراحة والأكل والنوم إلا أنهم لا يتركونهم يحلمون فبمجرد ملاحظة حركة العين السريعة عند أحدهم يتم إيقاظه, فكانت النتائج مرعبة بعد أيام قلائل من التجربة حيث وصل أفراد العينة إلى معاناة نفسية رهيبة, وهو ما يثبت حاجتنا إلى أحلامنا فهي مصدر قوي لراحتنا وصحتنا النفسية, وإذا استطعنا أن نتواصل مع أحلامنا في اليقظة فلماذا ننتظر المنام؟ نمي أحلامك تنميك فهي وقود الحياة وبهجتها وإنما يكبر الواحد منا بتحقيقه لأحلامه.
اجعل هذه الأفكار في محل التنفيذ:
- ضع حلمك أمام ناظريك دائما.. أكتبه في مذكرتك الخاصة على جهاز الكمبيوتر الخاص بك.. أو على صورة على جدار المكتب أو في البيت أو على المرآة التي تنظر إليها كل يوم. أو على شكل رمز إذا أردت, المهم هو أن تعيشه وتعيش معه وتكبرا سويا.
- اقرأ وابحث عن كل ما يتعلق بحلمك وابقي عقلك منفتحا على كل الأفكار الجديدة.
- كن استراتيجيا وارسم لحلمك خطوات واضحة المعالم بينة السبل وضع خطة دقيقة لكل المراحل ودوِّن هذه الخطة في مدونة عندك لترجع إليها من حين لآخر.
- تحلى بروح المثابرة (فلا يصل في النهاية إلا المثابرون) تذكرأن الحياة مخاطرة جريئة أولا شيء وضع حلمك موضع التنفيذ.
هل أتاك نبأ العبدين؟
إنهما عبدين دخلا إلى سوق النخاسة مكبلين بالقيود والسلاسل يسحبان, دعنا نستمع إليهما وهما يتناجيان.
قال الأول للثاني: ما حلمك ونحن ننتظر من يشترينا؟
قال له الثاني: حلمي يا صديقي أن أباع إلى طباخ لآكل ما شئت متى ما شئت, وأنت ما حلمك؟
قال له الأول: حلمي أن أحكم هذه البلاد وأن أتوج ملكا عليها وأكون صاحب الكلمة العليا فيها.
فقهقه الثاني ساخرا وبيع كل منهما إلى سيده وأخذ منعرجا مختلفا عن صاحبه وجاءتنا أصداء التاريخ تحكي صفحات ناصعة عن عبد ذليل تحول إلى ملك قوي مهيب, بلغت قوته إلى درجة أن الفاطميين كانوا يقولون كلما فكروا في غزو مصر قالوا: (لن نستطيع دخول مصر والحجر الأسود فيها) هل عرفت من هو؟ إنه كافور الإخشيدي الذي بلغ عدله إلى حد أن العاملين على الزكاة لم يجدوا من يأخذها منهم.
إنها الهمة العالية يا صديقي والتمسك بالحلم والإصرار عليه هي ما يصنع أحداث التاريخ وصوره الناصعة.
ولقد بحثت في بطون كتب التاريخ عن العبد الذي بيع للطباخ فلم أعثر له على خبر فتركت مداخلة في حصة كل شيء ممكن على هامش التاريخ.